خاطرة: أنا لست دمية
أختي الكريمة
هل أغراك بريق الألوان التي صبغوا بها المساحيق و المراهم
و الأصباغ و غيرها من مواد التجميل و التزيين و التلميع والتزويق؟ هل أغرتك تلك المواد التي صنعوها ليجعلوا وجهك لامعا و براقا و جذابا و مغريا و فاتنا؟ أي لكي يكون وجهك وسيلة للإثارة و الإغراء و الإغواء؟
إن أغرتك تلك الألوان و كل مواد التجميل التي امتلأت بهاالأسواق، فأرجوك قفي وقفة تأمل واحدة، و اسألي نفسك: هل أنا دمية؟ هل خلقت لأعرض كسلعة؟ لماذا علي أن أصبغ وجهي كل صباح و كلما خرجت من بيتي؟ لماذا علي أن أجعل شفتي أكثر احمرارا و وجنتي أكثر توردا؟ و لماذا علي أن أغير لون أظفاري؟ هل أنا لوحة أعرض على متذوقي الفنون الجميلة؟ هل خلقت لأمتع نظر الآخرين؟ هل هذه وظيفتي في الحياة؟
إن كنت إنسانة شريفة، و لديك حس كرامة، فسيكون جوابك : بالطبع لا و ألف لا. فأنت إنسانة! أنت روح قبل أن تكوني جسدا.أنت شخصية، أنت خلق، أنت فكر و مبادئ، أنت مواقف، أنت عقل مفكر، أنت صانعة حياة و مربية أجيال و مصلحة مجتمع و بانية أمة...أنت أمة مطيعة لربها و ابنة بارة بوالديها، و أخت معينة لإخوتها، و تلميذة محترمة لمعلميها... أنت فرد في هذه الأمة المجيدة، و مواطنة كاملة
في هذا الوطن الغالي.
إذن، قولي لهم: أنا لست دمية. أنا إنسانة، أنا لست جسدا، أنا روح. أبعدوا عني مساحيقكم و أصباغكم. يكفيني ما وهبنيه ربي من جمال روحي و صفاء قلبي و نقاء نفسي. أنا لا أحتاج لأثبت وجودي بألوانكم الكيماوية و كعوبكم المسمارية و فساتينكم المعرية. فوجودي مثبت بإيماني و وقاري، و بخلقي و عفتي، و بعلمي و أدبي.
فسجلوا عندكم: أنا لست دمية، و لن أكون دمية متحركة أبدا. و لن تغريني بضاعتكم السخيفة مهما حاولتم و مهما أشهرتم و أعلنتم...
تعليقات
إرسال تعليق