عيد الأضحى و مسألة النظافة
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تعود تلك المظاهر المزعجة التي نراها في شوارعنا و أزقتنا كل عام في مثل هذه المناسبة الغالية. و لن تختفي هذه المظاهر إلا بعد قرابة أسبوع من يوم العيد.
ففي هذه الأيام تمتلئ المحلات الفارغة بالأكباش و ما يرافقها من علف، و ما تنتجه من مخلفات و قاذورات. فتتسخ تلك المحلات و تنبعث منها الروائح الكريهة و يتجمع فيها و حولها الذباب الذي ينتشر في الشوارع و يهجم على المنازل القريبة. تنغص حياتنا لمدة لا تقل عن أسبوع على أقل تقدير . هذا قبل يوم العيد، أما في يوم العيد، فتمتلئ الشوارع و الأزقة بمخلفات الذبح و السلخ و شي الرؤوس. فتصبح المدينة قذرة و يبدو منظر شوارعها بشعا...
و يحق لنا أن نتساءل: هل من الضروري أن يحصل كل هذا؟
أليس المفروض أن تسود أجواء النظافة و الجمال و الزينة خلال العيد؟ لماذا لا نوجد طرقا للاحتفال بالعيد دون تلويث شوارعنا و منازلنا و دون إزعاج أعيننا و أنوفنا و آذاننا؟ لماذا لا تعمل الدولة أو المجالس المحلية على تنظيم عملية بيع أكباش العيد بحيث تتمركز فقط في أماكن واسعة ومفتوحة و بعيدة عن السكان كما كان الأمر سابقا؟ و لماذا لا تقوم الجهات المسؤولة أيضا بتنظيم عملية الذبح و السلخ و تقطيع اللحوم في أماكن مخصصة لذلك تتوفر فيها شروط النظافة و تكون بعيدة عن مساكن المواطنين؟ لماذا نحافظ على هذه التقاليد التي لم تعد تتساير مع الحياة العصرية و مع الفضاءات الحضرية؟ لماذا نصر على جلب الكبش للبيت و ذبحه أمام كل أفراد العائلة؟ لماذا نفرض على الأطفال مشاهدة منظر الدم ورؤية أحشاء الكبش كل عيد؟ لماذا نصر على الحفاظ على تقليد شي رؤوس الأكباش في الشوارع؟ لماذا يجب أن نصبح جميعا جزارين يوم العيد؟ لماذا يجب أن يكون يوم العيد يوم تعب و إنهاك لربة البيت المغربية؟ ألا يمكن أن نحتفل بطريقة حضارية أكثر؟ ألا يمكن أن يتم تنظيم كل الأمور المتعلقة بأضحية العيد تنظيما جماعيا تشرف عليه السلطات المحلية أو شركات مفوضة؟
كل عيد أضحى نشمئز عند مرورنا في الشوارع، و لكننا لا نقوم بأي مبادرة لتغيير الأمر؟ ألم يحن الوقت لإعادة النظر في طريقة احتفالنا بهذا العيد المبارك و التركيز على المغزى الديني منه عوض التشبث بالتقاليد المرتبطة به؟؟؟ أتمنى أن يلتفت المسؤولون لهذا الأمر و يفكروا فيه بجدية و يجدوا حلولا مناسبة حتى نحتفل بهذا العيد في جو مليء بالنظافة و النظام و الجمال و الراحة و الفرح و التآزر و التكافل الاجتماعي.
كل عيد أضحى نشمئز عند مرورنا في الشوارع، و لكننا لا نقوم بأي مبادرة لتغيير الأمر؟ ألم يحن الوقت لإعادة النظر في طريقة احتفالنا بهذا العيد المبارك و التركيز على المغزى الديني منه عوض التشبث بالتقاليد المرتبطة به؟؟؟ أتمنى أن يلتفت المسؤولون لهذا الأمر و يفكروا فيه بجدية و يجدوا حلولا مناسبة حتى نحتفل بهذا العيد في جو مليء بالنظافة و النظام و الجمال و الراحة و الفرح و التآزر و التكافل الاجتماعي.
تعليقات
إرسال تعليق