مؤتمر القمة




كان زعماء العرب بالمؤتمر مجتمعين
و كعادتهم لبعضهم غير مستمعين 
و  بجدوى اللقاء أصلا غير مقتنعين
أفرطوا في الخطاب و حلو  الكلام
تحدثوا كثيرا عن التقدم و السلام
و خطبوا عن الأخوة و التعاون  و الوئام
و تحدث كل واحد بينما الآخرون نيام
تكلموا  و انصرفوا دون اتفاق و لا  قرار
و تلوا كالعادة بيان الشجب و الاستنكار
أكلوا و ضحكوا و  أخذوا الصور
و صرحوا جميعا بنجاح المؤتمر
و انصرفوا  بزهو و فخر نحو المطار
ثم  ظهروا مساء في نشرات الأخبار
و قال المذيعون عنهم جميعا  أبطال
و قيلت عن كل الزعماء أجمل الأقوال

و بدت الشعوب العربية حائرة
و لم تلبث مندهشة  متسائلة
عن أي نصر و فتح يتحدثون
و عن أي نجاح و فلاح يتكلمون
ألم نر كيف كانوا جميعا نائمين
عن مصائب و هزائم  الأمة  غافلين
و بالذهب و النفط و الدولار  حالمين
ألم نر كيف تغولت و تطاولت إسرائيل
و كيف صرنا لقمة سهلة  للمفترسين
و كيف أصبحنا عن الأمم متأخرين
و كيف أصبح الكل بنا مستهزئين
و صرنا في ذيول  اللوائح قابعين
و ظللنا  عن النصر و الإنجاز عاجزين؟

لكنا سنظل بالرقي حالمين
و بالحرية و الكرامة مطالبين
و على الثقة و الأمل محافظين
فكلما اشتد الظلام اقترب الضياء
و  كلما اسودت  الغيوم أمطرت السماء
فسنة الله في مسير  الأمم ماضية
مرة تصعد و مرة إلى القاع هاوية
و كل أمة طغت  و انحرفت
أتتها المصائب  و تخلفت
تلك حكمة القوي العزيز في الأمم
فلا عجب و لا شكوى إن عرف السبب
فلتفيقي يا أمة العرب
مكانك ليس  أسفل الهرم
كفاك تمجيدا للماضي فقد ذهب
و كفاك اتكالا على  من  لك نهب
و اطردي عنك  العجز و الكسل
فنيل المعالي لا يأتي إلا بالعمل
و بالثبات و الإصرار يكون الأمل
ليس بالكلام و لا بالإرهاب
بل بالعلم و  الأخذ بالأسباب
و من النفس لا الغير  يبدأ التغيير
و بالتناصح و التحاور ينتشر التنوير
و لا بد أن يبتسم  يوما لنا  المصير
فلتكوني يا شعوب العرب  متفائلة
إن لم تأت العاجلة أتت الآجلة.













تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحرر من قيودك النفسية

لماذانحب العطل و نكره العمل؟

هل ( الحجاب ) واجب ديني؟