ماذا بعد الصفعة؟
لا شك أن ما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشكل صفعة قوية و مؤلمة لكل العرب و المسلمين. لكن الصفعة بقدرما تؤلم و تهين، بقدر ما تنبه و تفيق،هي تؤلم و تعلم في آن واحد. و ما أحوج العرب لصفعة بل صفعات تنبههم لخطورة الوضع الذي يعيشونه و تفيقهم من سباتهم العميق و الطويل.
لقد نسيت القضية الفلسطينية و أهملت كثيرا، خصوصا بعد اشتعال الأوضاع في الكثير من الدول العربية و بعد تكاثر الكوارث السياسية و الخلافات بين الأشقاء و الاضطرابات الداخلية. باتت كل دولة منشغلة بمشاكلها الداخلية و بصراعاتها الإقليمية، فما عاد لديها الوقت و الجهد و لا الرغبة للتفكير في القضية الفلسطينية و الصراع مع إسرائيل المزعومة. و في ظل غفوة طويلة كهذه، جاءت هذه الصفعة المتمثلة في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس كعاصمة للدولة المزعومة المغتصبة و المحتلة للأرض الفلسطينية. و هذا الاعتراف يلغي حق الفلسطينيين، أصحاب الأرض المعتدى عليهم، في هذه المدينة المقدسة.
فماذا يا ترى سيفعل العرب حيال هذه الصفعة؟ هل سيصرخون و ينددون و يشجبون ككل مرة، ثم ما أن يمر أسبوع أو اثنان حتى ينسوا و يسلموا بالأمر الواقع و يعودوا لركونهم و جمودهم و سباتهم؟ أم أنهم هذه المرة سيصرون على اتخاذ خطوات عملية مؤثرة للضغط على الرئيس الأمريكي لسحب قراره المشؤوم؟ أم سيذهبون أبعد من ذلك و يتفقون على اتخاذ مواقف صارمة و إجراءات عملية و فعالة لمصلحة القضية الفلسطينية؟
بصراحة لا أتوقع نهائيا أن الاختيار الأخير ممكن في ظل وجود حكام كالذين يحكموننا! و حتى الاختيار الثاني مستبعد لأن غالبية الأنظمة الحاكمة لا تستطيع و لا ترغب في الدخول في صراع من أي نوع مع سيدهم و ولي نعمتهم و راعيهم الأمريكي! كل ما سيفعلونه هو أن يمثلوا أمام شعوبهم دور الغاضب و المحتج ليمتصوا غضبهم و يتجنبوا تحميلهم مسؤولية التقاعس عن نصرة القدس، ثم ينتظرون مرور الوقت و نسيان الشعوب للأمر، فيعودون لمتابعة سياستهم الانبطاحية و التطبيعية كأن شيئا لم يحدث.
إذن يراهن حكامنا كما أعداؤنا على نسيان الشعوب العربية. لذلك، ما من حل أمام الشعوب إلا التعبئة الشاملة و المتواصلة للحفاظ على جذوة الغضب مشتعلة في قلوب الجميع شيبا و شبابا، و الإبقاء على قضية القدس و فلسطين عامة في أذهان كل العرب و المسلمين. و لا يتأتى ذلك إلا بقيادة المثقفين و الإعلاميين و مؤسسات المجتمع المدني. لا بد من تنظيم أنشطة منتظمة للتوعية بقضية فلسطين و لإثارة الحماس لها و التذكير بها و بحيثياتها و التعريف بتطوراتها. و لا بد أن يتناول الإعلام الحر بكل أنواعه ، المكتوب و المسموع و المرئي و الرقمي، قضية القدس و فلسطين بشكل مستمر و بطرق متنوعة و بوسائل جديدة و مشوقة. كما أن للأدباء - شعراء و روائيين- دورا مهما جدا في المشاركة في التوعية بالقضية الفلسطينية. و لا ننسى دور الفنانين من محترفي السينما و المسرح و الموسيقى، فلعل تأثير هذه الفنون على شباب اليوم أكبر من أي وسائل أخرى .
هناك الكثير مما يمكن فعله لتحريك القضية و التوعية بها و نصرتها و الدفاع عنها. كل ما نحتاجه هو الإرادة و التعاون و الالتزام. و هذه الصفعة التي وجهها الرئيس الأمريكي للعرب يمكن أن تشكل فرصة ذهبية لإعادة القضية الفلسطينية لمكانتها الريادية في أولويات الضميرالشعبي العربي وفي لائحة الاهتمامات الخارجية للحكومات و الأنظمة العربية. فهل نستغل هذه الفرصة و نستفيد منها في خلق تراكم نضالي متواصل و قوي يؤدي إلى تحريك القضية الفلسطينية نحو طريق الحل؟
فماذا يا ترى سيفعل العرب حيال هذه الصفعة؟ هل سيصرخون و ينددون و يشجبون ككل مرة، ثم ما أن يمر أسبوع أو اثنان حتى ينسوا و يسلموا بالأمر الواقع و يعودوا لركونهم و جمودهم و سباتهم؟ أم أنهم هذه المرة سيصرون على اتخاذ خطوات عملية مؤثرة للضغط على الرئيس الأمريكي لسحب قراره المشؤوم؟ أم سيذهبون أبعد من ذلك و يتفقون على اتخاذ مواقف صارمة و إجراءات عملية و فعالة لمصلحة القضية الفلسطينية؟
بصراحة لا أتوقع نهائيا أن الاختيار الأخير ممكن في ظل وجود حكام كالذين يحكموننا! و حتى الاختيار الثاني مستبعد لأن غالبية الأنظمة الحاكمة لا تستطيع و لا ترغب في الدخول في صراع من أي نوع مع سيدهم و ولي نعمتهم و راعيهم الأمريكي! كل ما سيفعلونه هو أن يمثلوا أمام شعوبهم دور الغاضب و المحتج ليمتصوا غضبهم و يتجنبوا تحميلهم مسؤولية التقاعس عن نصرة القدس، ثم ينتظرون مرور الوقت و نسيان الشعوب للأمر، فيعودون لمتابعة سياستهم الانبطاحية و التطبيعية كأن شيئا لم يحدث.
إذن يراهن حكامنا كما أعداؤنا على نسيان الشعوب العربية. لذلك، ما من حل أمام الشعوب إلا التعبئة الشاملة و المتواصلة للحفاظ على جذوة الغضب مشتعلة في قلوب الجميع شيبا و شبابا، و الإبقاء على قضية القدس و فلسطين عامة في أذهان كل العرب و المسلمين. و لا يتأتى ذلك إلا بقيادة المثقفين و الإعلاميين و مؤسسات المجتمع المدني. لا بد من تنظيم أنشطة منتظمة للتوعية بقضية فلسطين و لإثارة الحماس لها و التذكير بها و بحيثياتها و التعريف بتطوراتها. و لا بد أن يتناول الإعلام الحر بكل أنواعه ، المكتوب و المسموع و المرئي و الرقمي، قضية القدس و فلسطين بشكل مستمر و بطرق متنوعة و بوسائل جديدة و مشوقة. كما أن للأدباء - شعراء و روائيين- دورا مهما جدا في المشاركة في التوعية بالقضية الفلسطينية. و لا ننسى دور الفنانين من محترفي السينما و المسرح و الموسيقى، فلعل تأثير هذه الفنون على شباب اليوم أكبر من أي وسائل أخرى .
هناك الكثير مما يمكن فعله لتحريك القضية و التوعية بها و نصرتها و الدفاع عنها. كل ما نحتاجه هو الإرادة و التعاون و الالتزام. و هذه الصفعة التي وجهها الرئيس الأمريكي للعرب يمكن أن تشكل فرصة ذهبية لإعادة القضية الفلسطينية لمكانتها الريادية في أولويات الضميرالشعبي العربي وفي لائحة الاهتمامات الخارجية للحكومات و الأنظمة العربية. فهل نستغل هذه الفرصة و نستفيد منها في خلق تراكم نضالي متواصل و قوي يؤدي إلى تحريك القضية الفلسطينية نحو طريق الحل؟
تعليقات
إرسال تعليق