المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

انتفاضتها

صورة
باسم الدين قمعوها باسم الشرع قهروها في المطبخ سجنوها  من الحلم حرموها بالنقص نعتوها  بالضعف وصفوها وبالعار وصموها استخدموها كجارية صنفوها درجة ثانية لكنا خلقنا سواسية فلا سيد و لا جارية أوقفوا تلك السادية و انسوا الأحكام البالية و ارموا الأفكار الماضية قالوا عنها شيطانة نشروا عنها نمامة أشاعوا عنها فتانة فهل أشعلت يوما حربا؟ وهل أهانت يوما عبدا؟ و هل قتلت أحدا عمدا؟ أ ذنبها أنها خلقت أنثى؟ ألم يئن للجاهلية أن تنسى ؟ ألم تربي  لنا الأجيال؟ ألم تحمل عنكم الأثقال؟ ألم تركب المصاعب و الأهوال؟ هي ليست للبيع و لا للكراء و ليس سلاحها من البكاء لقد بلغ السيل الزبى و تعدى الظلم المدى إن زمن الرق مضى و إن عصر القهر انقضى اليوم نهضت و انتفضت و الظلم و القهر رفضت فكفى عنجهية و أنانية نريد معاملة إنسانية.

عيد الأضحى و مسألة النظافة

صورة
  مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تعود تلك المظاهر المزعجة التي نراها في شوارعنا و أزقتنا كل عام في مثل هذه المناسبة الغالية. و لن تختفي هذه المظاهر  إلا بعد قرابة أسبوع من يوم العيد. ففي هذه الأيام تمتلئ المحلات الفارغة بالأكباش و ما يرافقها من علف، و ما تنتجه من  مخلفات و قاذورات.  فتتسخ تلك المحلات و تنبعث منها الروائح الكريهة و يتجمع فيها و حولها الذباب الذي  ينتشر في الشوارع و يهجم على المنازل القريبة.  تنغص حياتنا  لمدة لا تقل عن أسبوع على أقل تقدير . هذا قبل يوم العيد، أما  في يوم العيد، فتمتلئ الشوارع و الأزقة بمخلفات الذبح و السلخ و شي الرؤوس. فتصبح المدينة قذرة و يبدو  منظر شوارعها بشعا... و يحق لنا أن نتساءل: هل من الضروري أن يحصل كل هذا؟  أليس المفروض أن تسود أجواء النظافة و الجمال و الزينة خلال العيد؟ لماذا لا نوجد طرقا للاحتفال بالعيد دون تلويث شوارعنا و منازلنا  و دون إزعاج أعيننا و أنوفنا و آذاننا؟ لماذا  لا تعمل الدولة أو المجالس المحلية على تنظيم عملية بيع أكباش العيد بحيث تتمركز فقط  في أماكن و...

تعدد الزوجات: ظاهرة غير صحية و غير إسلامية

صورة
   يبدو أن قضية تعدد الزوجات لم تمح بعد من أذهان الكثير من العرب خصوصا  ذكورهم رغم مرور الزمن و تغير الأوضاع و تطور المجتمع.  و يبدو أيضا  أن فكرة أن الإسلام أباح التعدد أعطيت اهتماما أكبر من حجمها بل و فسرت تفسيرا شوه  حقيقتها و أخرجها من سياقها التاريخي و الاجتماعي.        هناك إصرار على إثارة هذا الموضوع كما أن هناك  انتشارا  لأقوال شعبية من قبيل( الشرع أعطانا اربعة ). و الأدهى من ذلك أن  البعض لا زال يمارس هذه العادة القديمة-  أي الزواج بأكثر من امرأة واحدة-  رغم القوانين الجديدة بمدونة الأسرة. كل هذا يعكس اختلالات نفسية   و تخلفا فكريا و هوسا جنسيا لدى الكثير من الذكور في هذه الأمة. فببساطة هذه ممارسة قديمة مرتبطة بالنظام الاجتماعي  الظالم و المهين للمرأة الذي كان سائدا في عصور ما قبل الإسلام. بالطبع استمرت الظاهرة  بعد الإسلام.  لكن هل الإسلام كدين زكى هذه الظاهرة و شجع عليها،  أم أنه عمل على الحد منها ثم القضاء عليها تدريجيا؟   لم يحرم القرآن التعدد صراحة ليس ل...

قصيدة: دورة الروح

صورة
سقطت من عيني دمعة فأوقدت لنفسي شمعة جالت في خاطري أفكار  فكرت فانكشفت أسرار  أخذت قلمي فانبثقت كلمات  دونتها فتناثرت عبارات  سطرتها فتراكمت فقرات  قرأتها فابتسمت شفتاي  نهضت و ما دمعت عيناي  هي ذي دورة الروح  هي ذي ثمرة البوح  ما أجمل الصبر و السكينة  لهما ثمرة ثمينة  وداعا للقلق و الاستعجال  سحقا للغضب و الانفعال  فكن مثلي صبورا  و لا تكن أبدا عجولا  خذ وقتك في التفكير  فكر قبل التعبير  و امض في طريقك واثقا  و تسلق جبلا شاهقا  لا تستسلم للأوهام  لا تتردد في الإقدام  و توكل على الرحمان  و تذكر شكر المنان .

اللغة العربية بين نداء الهوية و ضغط الواقع

صورة
              لن أقول أن اللغة العربية في خطر، فهي أقوى و أسمى من أن تضيع أو تموت. بل إن العرب هم المهددون في شخصيتهم و قيمتهم و تحضرهم و توازنهم و هويتهم بسبب الإهمال و الاستهانة الذين أصبحوا يعاملون بهما  لغتهم الأم، و بسبب الانبهار و التمجيد  الذين أصبحوا يعاملون بهما اللغات الأجنبية.                                                                                                                      لا شك أن تعلم اللغات الأجنبية أمر محمود و مطلوب، و هو لا يشكل أي خطورة إن وضعناه في إطاره الصحيح. لكن الخطر يأتي حين نخلط بين تعلم اللغات الأجنبية و  تبنيها كلغات للتواصل و التخاطب بين أبناء المجتمع العربي، و حين نضعها في مرتبة أعلى من ل...

تحرر من قيودك النفسية

صورة
                                          لكل  الناس أحلام يرغبون في تحقيقها و أهداف يودون الوصول إليها.  لكن كم منهم يحقق فعلا أحلامه و يصل حقا لأهدافه؟ من الواضح أن الأغلبية الساحقة من الناس يعجزون عن تحقيق أحلامهم و الوصول لغاياتهم. و كلهم يعزون ذلك لأسباب خارجة عن إرادتهم ، فيلقون باللوم على الظروف و المجتمع و الدولة و الأزمة الاقتصادية و المشاكل العائلية و غيرها من الأسباب الخارجية. لكن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون ، لكن يذكرها و يؤكد عليها خبراء التنمية الذاتية و البرمجة اللغوية العصبية، أن الأسباب الحقيقية لفشل الناس في تحقيق أهدافهم و الوصول لأحلامهم هي عوامل داخلية نفسية محضة. و الدليل على ذلك أن الأشخاص الذين يعيشون في نفس الظروف لا يصلون دائما لنفس النتائج. بل هناك من يعيش في ظروف غير ملائمة و يحقق نتائج أفضل بكثير من بعض من يعيشون في ظروف أفضل. السر إذن أن هناك قيودا نفسية تمنع الإنسان من الانطلاق نحو تحقيق أحلامه و أهدافه. فما هي هذه القيود؟ و ما ...

الإقلاع عن التدخين: لماذا أصبح ضرورة ملحة؟

صورة
             أليس من المثير للاستغراب أن  عدد المدخنين لا زال مرتفعا رغم أن الجميع أصبح واعيا بأضرار التدخين العديدة و الفظيعة؟  بل و لا زال هناك من يشرع في تعاطيه من المراهقين و الشباب. إن هذا الانتشار الكبير لعادة التدخين بين فئات عريضة من شعوب العالم المختلفة  شيء يدعو للاستغراب و للتساؤل حول الأسباب الكامنة وراءه. فلابد أن وراء هذه الظاهرة أسبابا موضوعية و ذاتية كثيرة و مختلفة.       المرجح أن لكل مدخن أسبابه الخاصة و التي قد تختلف عن أسباب غيره من المدخنين أو تشبهها. فهناك من جرب السجائرأول مرة بدافع الفضول فقط، ثم استحسن مذاقها أو شكلها أو طريقة تدخينها أو أثرها المباشر، فكرر التجربة عددا من المرات إلى أن وجد نفسه غير قادر على التوقف. و هناك من بدأ التدخين تقليدا لشخص آخر، قد يكون أبا أو أخا أكبر أو صديقا أو شخصا مشهورا أو شخصا محبوبا. و هناك من اعتقد أن السيجارة ستساعده على إثبات ذاته و تحقيق رجولته. و منهم من توهم أن التدخين يهدئ الأعصاب و يساعد على نسيان المشاكل و الشعور بالسعادة. و منهم من اتخذه...

قصيدة: نداء الأمل

قلت للأمل لا تخني،  و امكث قريبا مني،  لا تبتعد أبدا عني.     كثرت المصائب، ظهرت العجائب،                           بيد أني  لا أكتئب، بل أصبر و أحتسب،  و أبتهج و أبتسم. فرب السماء وعد باليسر، و  بقلبي إيمان يسري. إن أغلقت أبواب، فتحت أبواب. و إن اسودت أيام، ابيضت أيام. أقسمت على النهوض،   صممت على الصمود. سأقلب الألم أملا، و أجعل المحنة منحة، و أرى السقطة فرصة. لن أدع الخوف يهزمني، لن أترك النقد يحبطني. لن أربط فرحي بإنسان، و لا بمكان أو زمان. هو في داخلي مثل الجنان، أسقيه بالثقة و الإيمان، و أغذيه بالخير و الإحسان، و أنميه بذكر الرحمان. يا أيها الأمل تعال، فالعيش بدونك محال،   بك فقط يستقيم الحال.    

خاطرة: أنا لست دمية

أختي الكريمة  هل أغراك  بريق الألوان التي صبغوا  بها المساحيق و المراهم و الأصباغ و غيرها من مواد التجميل و التزيين و التلميع والتزويق؟ هل أغرتك تلك المواد التي صنعوها ليجعلوا وجهك لامعا  و براقا و جذابا و مغريا و فاتنا؟ أي لكي يكون وجهك وسيلة للإثارة و الإغراء و الإغواء؟  إن أغرتك تلك الألوان و كل مواد التجميل التي امتلأت بهاالأسواق، فأرجوك قفي وقفة تأمل واحدة، و اسألي  نفسك: هل أنا دمية؟ هل خلقت لأعرض كسلعة؟ لماذا علي أن أصبغ وجهي كل صباح و كلما خرجت من بيتي؟ لماذا علي أن أجعل  شفتي أكثر احمرارا و وجنتي أكثر توردا؟ و لماذا علي أن أغير لون أظفاري؟ هل أنا لوحة أعرض على متذوقي الفنون  الجميلة؟ هل خلقت لأمتع نظر الآخرين؟ هل هذه وظيفتي في الحياة؟ إن كنت إنسانة شريفة، و لديك حس كرامة، فسيكون جوابك : بالطبع لا و ألف لا. فأنت إنسانة! أنت روح قبل أن تكوني جسدا.أنت شخصية، أنت خلق، أنت فكر و مبادئ، أنت مواقف، أنت عقل مفكر، أنت صانعة حياة و مربية أجيال و مصلحة مجتمع و بانية أمة...أنت أمة مطيعة لربها و ابنة بارة بوالديها، و أخت معينة لإخوتها، و تلمي...

لماذانحب العطل و نكره العمل؟

صورة
        لا يمكن القول أن جميع الناس يكرهون العمل. و ربما لا يمكن الجزم أيضا أن كلهم يحبون العطل. لكن، إذا حصرنا الحديث في في مجتمعاتنا العربية، لا أعتقد أننا سنختلف كثيرا حول ندرة الأفراد الذين يحبون عملهم فعلا . فأغلب الموظفين ينتظرون العطلة على أحر من الجمر، و يشكون من ظروف عملهم، و يتمنون لو كان بإمكانهم الحصول على عمل أسهل أو أفضل. فيظلون مشتاقين للعطلة _ أو الإجازة_ طول السنة، بينما خلال العطلة لا يشتاقون  للعمل أبدا، بل يتمنون ألا تنتهي العطلة أو أن تدوم أكثر. هل يمكن أن يكون هذا الشعور طبيعيا و صحيا؟ أليس العمل عبادة في ثقافتنا؟ أليس العمل نشاطا و حركة و إنتاجية، و كذلك إثباتا للذات و مساهمة في التنمية و شغلا للوقت و العقل؟ من الطبيعي أن نحتاج للعطل و نحبها لأنها فرصة للراحة بعد التعب و مناسبة للاستجمام و ممارسة الهوايات من أجل إزالة الضغط و تجديد النشاط. لكن الأمر الذي لا يبدو طبيعيا هو كراهية العمل و تفضيل العطل بطريقة مبالغ فيها. هذا الشعور يشير إلى وجود خلل ما. فالمفروض أن العمل نشاط إيجابي و إنتاجي يزاوله الإنسان في مكان يعتاد عليه ف...